أنت تستمتع براديو مدينة البط

أنت تستمتع براديو مدينة البط

الثلاثاء، فبراير 22

رسالة هامة

رسالة هامة

رغم السجن
ورغم القمع ورغم القهر
رغم ضغوط الأهل وضغوط الخوف حينا وعدم وضوح الفكر حينا
كنا نعمل
كنا نناضل من أجل الوطن
كنا نصارع من أجل أن نزيح كل قذارات الوسط السياسي بنقاءنا الثوري
نضفي على النضال روح الطهر وشفافية الحماس
وتحملنا
آملين في النتيجة
مراهنين على الشعب
نصاب بالإكتئاب حينا لضيق الموارد
وحينا ليأس الناس وخضوعهم
وحينا مما نراه من قذارات وصراعات في وسط سياسي ليس بأقل فسادا من وسط الحزب الحاكم
كنا نردد في أنفسنا بأن الوعي أبو الأمل .. والفهم دواء الاكتئاب
وصمدنا
وكانت عبقريتنا في الصمود
وطهرنا في الإخلاص .. والإرادة .. والأمل
وجاء اليوم الذي كشفت فيه تونس حجاب الأمل
تجمعنا يدفعنا الحماس .. ويرهبنا القلق من الفشل
نرى في الأفق ضباب يلف جماهير غفيرة
كتبنا بيانات ووزعنا أوراق بما كنا نحسبه مطالب متدرجه
غازلنا الناس بما غازلتنا به تونس .. الأمل
وفجأة .. وجدنا الشارع يسبقنا .. الشارع الذي كنا يأسنا من شده بحبال المطالب .. قادَهُ الأمل بديلا عنا

*   *   *

بدأت الثورة لا انتهت
ودلف آلاف الشباب إلى مداخل السياسة والنضال
ونحن بالداخل
متعبين
مهترئين
مصابين بكل أمراض النظام السابق نتيجة احتكاكنا به وصراعنا معه
نتصارع على اللاشئ
ربما ضوء فلاش أو كلمات في عمود جريده
أمراضنا معدية
أخاف على هؤلاء الأنقياء حديثوا العهد بالممارسة السياسية أن تصيبهم تلك الأوبئة
أن يتصارعوا بعد أن كانوا متحدين
ووجدت أن واجبي الآن انتهى
سنخرج من أماكننا
سأخلي مركزي وأسلم مسؤولياتي
يدفعني لذلك التعب من الصراع .. والرغبة في أن يأتي المدد الجديد فلا يصاب منا بأمراض مستعصية
سأتوقف ولأجل غير مسمى عن كل ممارسة سياسية جماهيرية أو اعلامية أو تنظيمية
بالطبع لن أتوقف عن المتابعه
ولن أتوقف عن أقول رأيي بقلمي كأي مواطن عادي يدلي برأيه فيما يراه
كان دورنا فيما مضى هو المقاومة والهدم لنظام فاسد
والآن دورنا هو البناء
سألبس فوق دروع النضال ثوب الطبيب
سأكون كجندي احتياط
وأعود لصفوف الناس
أبني كما يبني الأنقياء
وأنشر بينهم رسالة انسانية طالما منعني من نشرها فساد النظام السابق وانعدام الأمل في الناس
اعمل برسالتي الأصلية
وأراقب الثورة
وأراقب من يحميها من الحياد عن الطريق أو الاستغلال أو الاجهاض
أراقب هؤلاء الأنقياء آملا في ألا يتصارعوا كما كنا نتصارع
ألا يمرضوا بما مرضنا به
ألا يكونوا مثلنا .. يخلطون بين المنافسه والصراع .. بين الجدية والانتهازية
أن يكونوا أكثر منا نقاء واتحادا وشفافية وصدق
الآن فقط
أنطلق لأحمي ثغرة الوطن التي أوكلت إليها
بيميني سماعة طبيب وبيساري قلم
وليعلم كل ظالم أو مضلل ستسول له نفسه أن يعيد مظالم النظام الفاسد
أن تحت كل رماد
جمرة نار


أحمد الغيطي
22/2/2011