أنت تستمتع براديو مدينة البط

أنت تستمتع براديو مدينة البط

السبت، مارس 29

ميثاق الخلق وميزان العمل به

ميثاق الخلق الثانى
ميثاق الصدق
لن يكون هذا الميثاق مثل سابقه
فلن يكون فى صيغة قسم
فمن قرأ ما سبق من مقالات عن الصدق وأراد ان يتحلي به ليس محتاج إلي قسم يقسمه
بل يكفيه ان يصدق مع نفسه ومع الله في عهده هذا
.......................
ولذلك فأننا :-
نعاهد الله...... الذي لا إله إلا هو..... أننا سوف نصدقه.
نصدقه في إيماننا به وبرسوله الكريم
ونصدقه في العمل بهذا الإيمان
ونصدقه في إخلاص أعمالنا هذه له.


نعاهد الله اننا سنكون صادقين معه
في توحيده وعدم الشرك به
وعدم اشراك أي احد معه عبادة او معاملة
وفي العمل بهذا التوحيد

نعاهد الله اننا سنكون صادقين معه في العمل بدينه وبرسالة رسوله صلى الله عليه وسلم
واننا سنجعلها تصل الي الناس علي النحو الذي يرضاه
واننا سندافع عن دينه وعن رسوله الكريم صلي الله عليه وسلم بكل ما نملك بدءا من أرواحنا وإنتهاءا بأجسادنا


ونعاهد الله اننا سنكون صادقين مع الناس
صادقين معه في معاملاتنا لهم.
وفي حديثنا معهم
وفي كلامنا لهم


ونعاهد الله اننا سنكون صادقين مع الناس
في أن نوصل دينه علي الوجه الأكمل لهم


ونعاهده أننا سنكون صادقين مع انفسنا
في حركاتنا وسكناتنا
في سرنا وعلانيتنا
في نيتنا
وفي وضع انفسنا في مكانها التي تستحقه

نعاهد الله أننا سنصدقه
فالطبيب منا سيكون اصدق طبيب
والتاجر منا سيكون اصدق تاجر
والمهندس منا سيكون اصدق مهندس
والمدرس منا سيكون اصدق مدرس
والطالب منا سيكون اصدق طالب
وأن صدقنا هذا سيكون صدق نية
وصدق قول
وصدق عمل

ونعاهد الله اننا سنكون صادقين معه
في ان نصلح دنيانا بديننا
في أن نصلح اخرتنا بديننا
وننصر ديننا وانفسنا
والله علي ما نقول شهيد.
.........................

ميزان العمل:

قال تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }البقرة44
اوردنا سابقا في تعريف الجهل قول اصحاب رسول الله صلي الله علية وسلم في هذا الخلق السيئ
اذ قالوا :-
( كل من عمل سوءا فهو جاهل ، وان علم انه مخالف للحق )
وقال الالوسيهو عدم العلم ، او عدم اتباعه العلم .
وقد قال رسول الله صلي الله علية وسلم " يجاء برجل يوم القيامة فيلقي في النار فتندلق اقطابة فيدور بها كما يدور الحمار برحاه فتجتمع اهل النار علية فيقولون : يا فلان ! ما شانك ؟ الست كنت تامر بالمعروف وتنهي عن المنكر ؟ فيقول : كنت امركم بالمعروف ولا ااتية وانهاكم عن الشر واتية ) رواة البخاري ومسلم واللفظ لمسلم .
قال تعالي : {كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ }الصف3
وقال الشاعر الملهم "
يا واعظ الناس قد اصبحت متهما * اذ عبت منهم امورا انت تاتيها
اصبحت تنصحهم بالوعظ مجتهدا * فالموبقات لعمري انت جانيها
تعيب دنيا وناسا راغبين لها * فانت اكثر منهم رغبة فيـــها
فلسنا بالذين ننقض مجتمعاتنا وامتنا وفقط ولسنا الذين يرصدون العيوب... ثم يرصدون العيوب...
بل نحن نرصدها لنصلحها
وننقض لنعمل ونذم لنصلح
ولنضع لانفسنا ميزانا جميلا جدا ...
اذا انتقض احدنا شيئا توجب عليه امام نفسه ان يصلح ما يوازية في العدد
ولا اقول ان من انتقد شيئا يصلحه
لا
فربما لا نقدر علي ذلك
ولكن اذا انا انتقضت اليوم مثلا شيئين مثل الغلاء والفساد
توجب ان اصلح امامهم شيئين اخرين
ولو ان ارتب غرفتي او ان اصلح خلق من اخلاقي
وهكذا دواليك وهذا ميزان جميل وفعال ان سرنا علية ان شاء الله .
إنسان

الأربعاء، مارس 19

تكملة الصدق...كيفية العمل به

الصدق وكيفية تطبيقه

أولا :
الإقتناع بالفكرة والخلق:
وكان ذلك هو الهدف من المقال السابق...حيث وضحنا فيه فكرة من ثلاثة محاور
وفيه بينا النتائج السيئة والخطيرة المترتبة على عدم الأخذ بذلك الخلق أو عدم تنفيذه على وجهه الأكمل ...وبينا أثر ذلك في المجتمع ...وبينا أنه واحد من أهم السلبيات التي تجذب المجتمع للتأخر والتخلف
ثانيا:
دوافع ومستحثات التغيير

أدرجنا ذلك أيضا في المقال السابق حيث بينا ثواب المتخلق بمثل هذا الخلق...ومكانته في الإسلام ...وجزاؤه عند الله...وبينا أيضا القضايا التي من الممكن أن يتحجج بها الفرد لتبريير عدم تنفيذه لهذا الخلق...وكيفية حل مثل هذه القضايا مما يؤدي إلى زرع بذور لدوافع قوية ...مقنعه...وفعالة ...يرى الفرد أثرها القريب في دنياه وعلى المدى البعيد بما وعد الله له إذا نفذ هذا الخلق على المستوى المطلوب
ثالثا:
نقطة انطلاق لتغيير الواقع والعمل بالخلق:
وستكون حملتنا هذه بإذن الله هي نقطة الإنطلاق لتنفيذ هذا الخلق على المستوى الفردي ونعلى المستوى الإجتماعي
فكل واحد منا سيستغل ما سبق من علمه بالخلق وآثاره وسيستغل فرصة اشتراكه في هذه الحملة لبدء التنفيذ الحقيقي والمادي لخلق الصدق
فعلى المستوى الفردي .,..في صدقه مع الله ورسوله وفي صدقه مع نفسه
وعلى المستوى الإجتماعي في صدقه مع الناس
وأيضا في استغلال ما تعلمه في الدعوة لمثل هذا الخلق...وترغيب الناس فيه ...

وتعليمهم ما سبق وتعلمه ليتكون حوله بؤرة اجتماعيه تؤمن بهذا الخلق وتدعو له بأقوالها وأفعالها
رابعا:

آليات التنفيذ:
وهذا هو موضوع مقالنا اليوم
أولا :
الصدق مع النفس:

التدريبات
أ ـ كلمة صدق كل يوم:
لتكن أي كلمة ...أيا كانت ...ولكن يجب أن تكون صادقة 100 %
يقولها المسلم لنفسه كل يوم بعد أن يستيقظ من النوم مباشرة...قبل أي شئ...بل وحتى قبل دخوله الحمام
يكررها لنفسه 3(ثلاث) مرات...ويحاول قدر الإمكان في كل مرة أن يزرعها في نفسه

ويحاول أن يعرف معناها
ويأتي كل مرة بمعنى جديد لها
ومن الجميل أن تكون هذه الكلمة هي مثلا
الله أكبر
أو
لا إله إلا الله محمد رسول الله
أو
حسبي الله ونعم الوكيل
ومحاولة كل منا أن يجعل نفسه يقولها لا إراديا كلما استيقظ من النوم
ويتم تطبيق هذا التدريب لمدة 3(ثلاث) شهور دون تغييرها إلا بعد ذلك

ب ـ نفي كذبة كل يوم:
ولتكن أيضا أي كلمة...أيا كانت..ولكن أيضا يجب أن تكون كاذبة تماما!!!...وخاطئة تماما...كاذبة 100%
يقولها المسلم لنفسه بعد انتهاء كل يوم...وهو في مكان نومه,,,قبل النوم مباشرة وبعد كل شئ
يرددها داخله 3(ثلاث) مرات ويحاول قدر الإمكان أن يعرف معناها الكامل...

ويحاول في كل مرة أن يخرج فيها شيئا جديدا يدل على الكذب
ويفضل أن تكون هذه الكلمة مثلا
القهر
الكذب
أو أحد المفاهيم الخاطئة التي اعتاد الناس على تداولها

ج ـ افعل شيئا بثبات كل يوم:
وربما الصلاة هي أقوى وأوضح الأمثلة على هذا التدريب
حيث يضع الإنسان لنفسه ركعتين على الأقل...يصليهم كل يوم...في نفس المعاد بالضبط...

ولتكن مثلا ركعتي قيام الليل
في نفس الوقت بالضبط كل يوم...وإذا أمكن في نفس الكان
ويصليهم المسلم بخشوع وصدق واقتناع وإيمان بأنه يقف امام الله سبحانه وتعالى
ويتم الاستمرار في هذا التدريب لمده 3(ثلاث) أشهر
والشرط
أن تكون في نفس المعاد من كل يوم

ثانيا:
الصدق مع الناس:

التدريبات
أ ـ تصحيح مفهوم خاطئ لدى الناس كل يوم:
وهو أحد المفاهيم التي ربما كان الفرد قد ارتكبها وكذب فيها على الناس ...

كخبر عن حاله في وقت ما...أو مفهوم عن وضعه...

أو أي شيئ من هذه الكذبات التي يقع فيها الفرد ويكذب فيها على الناس ...

ويتم تصحيح تلك الكذبة لدى كل الناس الذين قد علموا بها
وعلى قدر الإمكان تكون كذبة جديدة كل يوم


ب ــ تصحيح مفهوم خاطئ أو كاذب عند الناس:
وفيه يتم اختيار أحد المفاهيم الخاطئة عند الناس والتي قد زرعت في جذور المجتمع وآمن بها...

وهي ما يسمى بالعادات واتقاليد الخاطئة...
بحيث يتوجب على المسلم أن يصحح هذا المفهوم لدى شخص جديد كل يوم

حتى يتم الإنتهاء من المحيط الإجتماعي الذي يعيش الفرد فيه!!!
ومحاولة معالجة تصديق المجتمع المحيط لمثل هذا المفهوم
ليصبح هذا المجتمع بعد فترة خاليا من مثل هذا المعتقد الخاطئ
ويكون هذا المفهوم قد انقرض من تلك المنطقة


ج ـ زرع كلمة صدق عند الناس:
وهو عكس التدريب السابق...حيث يتم اختيار أحد المفاهيم الصحيحة أو الصادقة
ولتكن مثلا آية من القرآن الكريم
مثل آية الاتحاد
أو سورة العصر
أو شئ من هذا القبيل
ويكون ذلك بعد قراءة تفسيرها ولو كان تفسيرا موجزا...

ويتم كل يوم اقناع أحد الأشخاص من المحيط الإجتماعي بمعنى هذه الآية... ومفهومها...ومناقشتها معه
والثبات على هذه الآية حتى يتم الإنتهاء من كل الافراد المحيطون...سواء في العمل أو المسكن

ثالثا:
الصدق مع الله ورسوله:

أ ـ انفطر من البكاء:
كل يوم ...اسمع أو اقرأ آية من القرآن الكريم تحبها...اقرأها بصوت رخيم ...أو اسمعها من أحد المقرئين ذوي الصوت الخاشع...وانفطر من البكاء!!!

حتى لو لم تبك حقيقة...تباكى...ويوم وراء آخر ....ستجد دموع الخشية تجري في مقلتيك
وستبكي بصدق
حاول أن تغيير هذه الآية كل يوم...واستمر على ذلك 3(ثلاث) أشهر

ـ سبح الله:
لا أقصد بذلك أن تمسك مسبحة أو عدادا وتسبح الله 33 مرة أو حتى ألف مره
لا
ولكن كل يوم سبحه مره واحدة ...على شئ من مخلوقاته...انظر كل يوم مثلا إلى شجرة...وتأملها...

تأمل توزيعات الأوراق في فروعها...

أو تأمل نفسك
وكيف خلقك الله
وقل بعد ذلك
بصدق
سبحان الله
وحاول أن تختار كل يوم مخلوقا جديدا من مخلوقات الله لتتأمله

ولتقل عليه بصدق وإيمان
سبحان الله
واستمر عى ذلك 3(ثلاث) أشهر


ج ـ قل الحمد لله:
قل الحمد لله كل يوم مرة واحدة أيضا
الحمد لله على شئ كاد أن يصيبك وأخطأك ورحمك الله منه
أو
الحمد لله على شئ أصابك وابتلاك الله به
قل الحمد لله كل يوم مرة...بصدق ويمان
إذا رأيت أحدا أفقر منك
أو ينقصه أي شئ عنك

..................................................

نريد في هذه الحملة بضع مقالات أخرى
والتالي هي عناوين هذه المقالات أو البحوث
والكاتب المرشح لها


الصدق وأثره في التربيه: عصفور المدينة أو وطني أو ابن عمر
الصدق لدى المرأة عامة وفي الحجاب والأمومة خاصة :صمود ,عاشقة الفردوس,أنا مسلمة ,عاشقة النقاب
كلمة عن صدق الإنتماء :عصفور المدينة .أحمد الجيزاوي


رجا ء ممن يجد نفسة مستطيعا لكتابة أي من تلك المقالات والبحوث مراسلتي
بحيث لا يتعدى حجم البحث أكثر من ثلاث صفحات بخط 14
ولكم جزيل الشكر

إنسان

الأحد، مارس 2

الخلق الثاني...الصدق

ملحوظه هامة قبل ما تقرأ البوست
البوست طويل شويتين ولا مجال فيه للإختصار
إعملك كوباية شاي تقيلة
وافتح عليه
وأقرأه بالراحه
هذا المقال جزء من حملة
أخلاقنا ... إسلامنا
..............................................
الخلق الثاني
الصدق

واقعنا
الكذب
تعريفة:

الكذب لغة: اخبر عن الشئ بخلاف ما هو عليه فى الواقع
وكذب الامر: انكره
والتكاذيب: الخرفات والاساطير
والكذب: خلاف الصدق
والكذب بمعناه الشامل ومفهومه الواسع: يشمل كذب الانسان على ربه فى النية والعمل والحال والكذب على الناس فى الاقوال والمعاملات والكذب على النفس فى الاغترار بها وتنزيلها اكثر مما تستحق والاعتقاد بالفوقيه فوق الناس
وقد انتشر الكذب فى مجتماعتنا انشارا افضى بتلك المجتمعات الى الهلاك والانهيار فاحبطها وازهق ثوابها واجرها وانتشر فى انفسنا حتى اصبح كل واحد فينا يظن انه افضل خلق الله وان غيره من الناس دونه اجمعين
يقول الغزالي :"والكذب رذيله محضه تنبئ عن تغلغل الفساد فى نفس صاحبها وعن سلوك ينشئ الشر انشاء
ويندفع الى الاثم من غير ضروره مزعجه او طبيعة قاهره." انتهى كلام الغزالي
والكذب لدينا انواع طبقا لخطورته واثره وطبقا للوزر الواقع على الكاذب جراء ارتكابه لفاحشة الكذب وينقسم الكذب إلى:
ــ الكذب على الله ورسوله
ــ الكذب على الناس
ــ الكذب على النفس

................................

الأول:الكذب على الله ورسوله:


وهو ان يتقول الانسان على الله بما لا يعلم ,او ان يحرف فى كلامه عز وجل ويضع فيه ما لم يقل, ونرى اثر ذلك فى الديانات السماويه الاخرى النصرانيه واليهوديه, إذ ان القائمين عليها قد حرفوها واتبعوا بها اهوائهم فقالوا على الله ما لم يقل, ونسبوا إليه ما تعالى منه

يقول الامام الغزالى رحمه الله:

" و الكذب على الله من اقبح المنكرات واول ذلك: نسبة شئ إلى الله او إلى رسوله لم يقله
وهذا الضرب من الافتراء فاحش فى حقيقته وخيم فى نتيجته ويدخل فى نطاق الافتراء سائر ما ابتدعه الجهال واقحموه على دين الله من محدثات لا اصل لها عدها العوام دين وما هي بدين ولكنها لهو ولعب

ومثله تماما الكذب على رسول الله إما باحاديث موضوعه او بابتداع ما لم يسن عليه الصلاه والسلام

قال (صلى الله عليه وسلم ):"إن كذب على ليس ككذب على احد من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" متفق عليه

ويندرج تحت الكذب على رسول الله فهم سنته فهما خاطئا وتأويلها على غير ما كان يقصد إما عن عمد او عدم عمد ومن الامثله على سوء فهم سنته على عمد ما فعله هؤلاء الحشرات القذره فى الدنمارك وامثالها من اهانات وسباب نتج عن سوء فهم منهم لهدى النبى عمدا

.......................

الثاني:الكذب على الناس:
وهو يكون إما بالقول ,او الفعل ,او الحال
فالكذب على الناس باللسان هو من اكثر الانواع الكذب إنتشارا واكثر انواع الكذب التى لا يلقى لها الناس بالا فيقعوا فيها وهم غير مدركين انهم قد اخطئوا خطئا عظيما او وهم مستصغرين لاثرها ووزرها وهى فى الحقيقه إثم عظيم وذنب كبير
يقول الغزالى
"وكلما اتسع نطاق الضرر اثر كذبة يشيعها افاك جرئ كان الوزر عند الله أكبر
فالصحافى الذى ينشر على الألوف خبرا باطلا
والسياسى الذى يعطى للناس صورا مقلوبه عن المسائل الكبرى
وذو الغرض الذى يعتمد سوق التهم الى الكبراء من الرجال والنساء
أولئك يرتكبون جريمة اشق على اصحابها واسوء عاقبة
وهناك فريق من الناس يتخذ المدائح الفارغه بضاعه يتملق بها الاكابر ويصوغ من الشعر القصائد المطوله, ومن النثر الخطب المرسله, فيكيل الثناء جزافا ويهرف بما لا يعرف
وربما وصف بالعداله الحكام الجاهلين

ووصف بالشجاعه الاغبياء الخوارين

ابتغاء عرض من الدنيا عند هؤلاء وأولئك

والحيف فى الشهاده من اشنع الكذب, فالمسلم لا يبالى اذا قام بشهادة ان يقرر الحق ولو على ادنى الناس منه واحبهم اليه, لا تميل به قرابه ولا عصبية ولا تزيغه رغبه او رهبه
وتزكية المرشحين بمجالس الشورى او المناصب العامه نوع من الشهاده, فمن انتخب المغموط فى كفايتهم وامانتهم فقد كذب وزور ولم يقم بالقسط
قال تعالى
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً{135}"النساء



ان التزوير كذب كثيف الظلمات, انه لا يكتم الحق فحسب بل يمحقه ليثبت مكانه الباطل وخطره على الافراد فى القضايا الخاصه وخطره على الامم فى القضايا العامه شديد مبين
قال رسول الله الا وقول الزور الا وشهادة الزور... فما زال يكررها حتى قال الصحابة ليته سكت ولذلك خوفنا منه رسولنا الكريم على هذا النحو الصارخ "خلق المسلم, باب الصدق بتصرف
واما الكذب فى التربية فهو من اشنع انواع الكذب, فلا يكتفى محدثه على ان يظلم نفسه والمكذوب عليه فقط بل يظلم جيلا كاملا بعد ان يصنع امامهم و(هو قدوتهم) مثل هذا الخلق الشائن
عن ابى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من قال لصبى تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة "



...................................
الكذب على النفس:



وهو من خداعها بنفسها واغترارها باعمالها واطمئنانها لقلبها
بحيث لا يضعها صاحبها موضعها السليم ويظن نفسه فوق العالمين او يظن انها معصومه من الخطأ مقبوله العمل
فيؤدى ذلك إلى شرين
شر بعدم قبول اعمالها لانها لم تخلص لله نيتها
وشر بأنها ستتوقف عاجلا او اجلا عن عمل الخير ظنا منها انها وصلت إلى مرتبة الوصول
و هذا ما وقع فيه ابليس اللعين
...........................
أخلاقنا
الصدق
الصدق لغة:-
صدق فلان في الحديث:أخبر بالواقع
وصدق فلان في القتال :أقبل عليه بقوه
وصدق فلان في النصيحة : أخلصها صدق فلان في الوعد أوفي بهوصدق علي الأمر إذا اقره
وصادق الحكم أخلص فيه بدون هوي
والصدق : مطابقة الكلام للواقع بحسب اعتقاد المتكلم
والصدق: الصلابة والشدة
والصدق: الأمر الصالح لاشيه فيه من نقص أو كذب
حقيقة الصدق

قال ابن القيم
"الصادق حقيقة هو الذي انجذبت قوى روحه كلها إلى إرادة الله وطلبه والسير إليه والاستعداد للقائه ومن تكون هذه حالة لا يحتمل سببا يدعوه إلى نقد عهده مع الله بوجهه"
وقال الجنيد
"حقيقة الصدق أن تصدق في موطن لا ينجيك منه إلا الكذب
وقال عبد الواحد بن زيد
الصدق الوفاء لله بالعمل وقيل موافقة السر العلن
وقال القشيري
الصدق ألا يكون في أحوالك شوب ولا في اعتقادك ريب ولا في أعمالك عيب
وفال الجرجاني
الصدق مطابقة الحكم للواقع وهذا هو ضد الكذب
وقيل
الصدق استواء السر والعلانية والظاهر والباطن بألا تكذب أحوال العبد أعماله ولا أعماله أحواله
وقيل
استواء السر والعلانية أي أن من علانيته خير من سريرته منافق
وقيل
الصدق القول بالحق في موطن الهلكة
وقيل
كلمة الحق عند من تخافه وترجوه
قال ابن القيم
"ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الصدق, وهو منزلة القوم الأعظم الذي منه تنشأ جميع منازل السالكين , والطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين, وبه تميز أهل النفاق من أهل الإيمان , وهو سيف الله في ارضه,الذي ما وضع على شئ إلا قطعه, ولا واجه باطلا إلا أرداه وصرعه, من نطق به علت على الخصوم كلمته, وهو الباب الذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال, وهو أساس بناء الدين , وعمود فسطاط اليقين, ودرجة تالية لدرجة النبوة التي هي أرفع درجات العالمين" تهذيب مدارج السالكين ص 395 بتصرف

وقال أيضا:

"وقد أمر الله اهل الايمان ان يكونوا مع الصادقين وخاصه المنعم عليهم بالنبيين والصدقين والشهداء والصالحين وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ{119}التوبة
وقال تعالى: وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً{69}النساء
وهم الرفيق الاعلى ولا يزال الله يمدهم بأنعمه والطافه... ومزيد احسان منه وتوفيقه لهم مرتبة المعية مع الله... فالله مع الصادقين ولهم منزلة القرب منه اذ درجتهم منه ثانى درجة النبين واخبر تعالى عن اهل البر واثنى عليه باحسن اعمالهم من الايمان والاسلام والصدقة والصبر بانهم اهل الصدق

قال تعالى:" لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ{177}

وهذا صريح فى ان الصدق يكون بالأعمال الظاهره والباطنه وان الصدق هو مقام الاسلام والايمان

وقسم الله سبحانه الناس الى صادق ومنافق قال تعالى: لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (24) الأحزاب

والايمان اساسه الصدق والنفاق اساسه الكذب, فلا يجتمع كذب وايمان الا واحدهما محارب للاخر

, وقد سال الصحابه رضوان الله عليهم رسول الله قالوا: أيكذب المؤمن قال: لا

وعلامة هذا الصادق:

الا يتحمل داعية تدعوه الى نقد عهد ولا يصبر على صحبة ضد ولا يقعد عن الجد بحال, وذلك كمال العزم وقوة الاراده ,بان يكون القلب داعية صادقه الى السلوك وميل شديد يقهر السر على صحة التوجه

فهو طلب لا يمازجه رياء ولا فتور ولا يكون فيه القسمه بحال, ولا يصح الدخول فى شان السفر الى الله والاستعداد للقائه الا به, وصدق القصد والنية يحمل العبد على كل سبب ينال به الوصول لله ويقطع كل سبب يحول بينه وبين الوصول لله, فيصلح من قلبه ما مزقته يده الغفله والشهوة ,ويوقد فيه ما اطفأه هوى النفس, ويداوى منه الجراحات التى اصابته من عبرات الرياء ,ويطهر قلبه بالماء البارد من ينابيع الصدق الخالصة من جميع القاذورات قبل ان يكون طهوره فى الجحيم والحميم فانه,

لا يجاور الرحمن قلب دنس باوساخ الشهوات والرياء ابدا ولابد من طهور, فاللبيب يؤثر اسهل الطهورين ,والله المستعان"تهذيب مدارج السالكين بتصرف 401

الصدق من صفات الله تعالى
وماذا يريد العبد صفة يتصف بها خير من صفة وصف الله بها نفسه وبالله عليكم اى رجل هذا الذي يدعى حب الله والإيمان به وهو لم يجعل لنفسه مما أحب الله نصيبا
قال تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً }النساء87
وقال: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً }النساء122
وقال: {قُلْ صَدَقَ اللّهُ }آل عمران95
تذكر معي هكذا ماذا تقول بعد أن تقرأ اى آية من آيات القران ألا تختمها دائما ب (صدق الله العظيم)
وكفى الصدق شرفا أن الله وصف به نفسه عز الله وجل
فضل الصدق

قال تعالى: {قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }المائدة119
وقال تعالى: {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ }محمد21
وقال تعالى: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب24
وقال تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الأحزاب35
وعن الحسن مرفوعا "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبه وشفاعة الصديقين ثابتة إلى يوم القيامة"
وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا ( إن الصدق ليهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا ....)
ذم الكذب

قال تعالى : {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ }الزمر60
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :" ما كان من خلق ابغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب, ما اطلع على احد من ذاك بشيء فيخرج من قلبه حتى يعلم انه قد احدث توبة" رواة احمد بسند صحيح .

................................


جوانب الصدق:
الأول
الصدق مع الله:

ـ صدق التوحيد:

وهو أن تكون صادقا مع الله في توحيدك صادقا في التوحيد قولا واعتقادا وعملا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من قال لا إله إلا الله صدقا من قلبه دخل الجنة "وفى رواية
حرمه الله على النار والله لو كان هذا فقط فضل الصدق لكفاه ولكن انتظر فهناك ما يزن الجبال

ـ صدق الوفاء بالعهد مع الله:

قال الله تعالى : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23
وقال: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ }البقرة40
ولنا في هذه الآية وقفة... هذا هو الله يضع أمامنا خيارا وعلينا أن نختار... يقول تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي }البقرة40
وجائت أوفوا في صيغة الأمر, وما دام الله قد أمر فعلينا الطاعة والامتثال ,ومع أن الطاعة لآمره واجب علينا إلا انه جل وعلى اتبعها مباشرة بجزائها وثوابها فقال {أُوفِ بِعَهْدِكُمْ }البقرة40ولم يفصل الجملة الأول عن الثانية لا بلام ولا واو بل جعلها تالية لها مباشرة ملتصقة بها تابعة لحدوثها وكأنها نتيجة منطقية لها ,فسبحان الله العظيم ابعد كل هذا لا نصدق الله في العهد
قال تعالى :وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ{75} فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ{76} فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ{77}التوبة

ـ صدق الإسلام:
وهو أن تصدق الله في إسلامك وتسلم وجهك له فتكون مسلما تتحمل بصدق ما يتوجب على المسلم حمله وتقوم بصدق ما يتوجب على المسلم القيام به

ـ الصدق في التوبة :
وأفضل مثال عليها قصة الثلاثة المخلفون

قال تعالى : {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }التوبة118
وكان ذلك جزاء صدفهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع الله في توبتهم

ـ الصدق في المسألة والدعاء:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من سأل الله القتل في سبيل الله صادقا من قلبه أعطاه الله اجر شهيد أن مات على فراشه" صحيح من حديث معاذ وفى رواية "من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه "

ـ الصدق في المحبة:
وقال : {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31
انظر أخي الكريم إلى أمر الله إلى رسوله بان يأمرنا بان نتبعه إن كنا ندعى حب الله وانظر كيف سيكون جزاؤنا حب الله لنا وما إدراك ما حب الله,
لو قلبت نظرا في هذه الآية لوجدتها تنطبق على واقعنا انطباقا عظيما فنحن ادعينا حب الله ولكن لسنا بصادقين ,
نعم والله كذبنا على أنفسنا وعلى الله فادعينا حبه ,وإلا فما تفسير ما نحن فيه من ذل وهوان, أيترك الله عبدا صدق في حبه بالله؟ أيترك عبدا أحبه الله ؟وعلامة أننا لم نصدق هو أننا لم نتبع رسوله الكريم حق إتباع ,
قال تعالى: {فَاتَّبِعُونِي }آل عمران31
اى أن شرط محبه الله لنا هو إتباع نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم, وجاءت بتاء مشددة وليست {فَاتَبِعُونِي } لان الإتباع غير التبعة, فالإتباع يتضمن تعب ونصب... وجهاد وإخلاص... جهد وعمل... عرق وشقة... وإلا فماذا تريد أن تفعل كي تنال منزلة مثل أن يحبك الله ؟؟ فهل سنصدقه ؟
وألا فقد قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة

ـ الصدق مع الله في التصديق بالقدر:

عن أبى الدرداء مرفوعا "لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا مكذب بقدر "
ـ الصدق مع الله تعالى في الحفاظ على كتابة من التحريف اللفظي والحكمي:

قال تعالى : {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء46

ـ الصدق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن عائشة رضي الله عنها قالت:" جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :يا رسول الله إنك لأحب إلى من نفسي وأحب إلى من ولدى وإنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وأخشى إن دخلت الجنة إلا أراك ,فاطرق النبي صلى الله عليه وسلم ,فانزل الله: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }النساء69

وروى المسلم أن ربيعة بن كعب الأسلمى: وضع للنبي صلى الله عليه وسلم وضوئه, فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا كعب سل ؟ فقال :يا رسول الله أسالك مرافقتك في الجنة, قال: أو غير ذلك؟ قال :هو ذاك, فقال الرسول عليه الصلاة والسلام :فأعنى على نفسك بكثرة السجود .
"لايؤمن أحدكم حتى يكون هواة تبعا لما جئت به "
ــ تبليغ سنته والدفاع عنها:
قصة البخاري:
قال عبد الواحد بن ادم الطواويسى :"رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه جماعه من أصحابة وهو واقف في موضع ذكره فسلمت عليه فرد السلام, فقلت: ما وقوفك يا رسول الله؟ فقال :انتظر محمد ابن إسماعيل البخاري ,
فلما كان بعد أيام بلغني موته فنظرت فإذا قد مات في الساعة التى رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيها
.
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استضعفتنا الأمم فتطاولت على شخصه الكريم وهؤلاء نحن أدخلنا الكلام وأبدعنا الصراخ والعويل وليس منا رجال صادقين قاموا قيام صدق وعمل صادق يدافع على الصادق الأمين
ــ حب أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم :
إجلالهم وتوقيرهم والاسترضاء لهم وعدم النيل من احد منهم وإمساك اللسان عما حدث بينهم تعظيما للرسول .
ــ تصديق الرسول:
في كل ما اخبر به تصديقا جازما وهذا مقتضى الإيمان ,وهذا التصديق يستلزم الإتباع لما قال قلبا وقالبا
لما أسرى بالنبي إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث للناس بذلك فارتد ناس ممن كانوا امنوا به وصدقوه
وسعوا بذلك إلى أبى بكر رضي الله عنه فقالوا :هل لك إلى صاحبك يزعم انه أسرى به ليلا إلى بيت المقدس
قال: أو قال ذلك قالوا: نعم قال: لان قال ذلك لقد صدق ( إن كان قد قال فقد صدق )
قالوا: أو تصدقه انه ذهب الليلة إإلي بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح
قال: نعم, أنى لأصدقه فيما هو ابعد من ذلك, أصدقه خبر السماء في غدوة أراها أو روحه
فلذلك سمى أبو بكر الصديق" صحيح
عدم الكذب على رسول الله:
روى الشيخان عن على مرفوعا" إن كذبا عليه ليس ككذب على احد من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" متفق عليه وقال:" لا تكذبوا على فمن كذب على يلج النار"
وقال:" من حدث عنى بحديث يرى انه كذب فهو احد الكاذبين "
ــ عدم الانتقاص من شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم :
بتقسيمها إلى آحاد ومتواتر لتضييق مساحة الاحتجاج بالسنة كما كان يفعل أهل البدعة .
ــ عدم الاستدراك على شرع الرسول عليه الصلاة والسلام :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد"

الصدق مع الناس: الصدق في التجارة والبيع والشراء :

عن عبد الرحمن ابن شبل رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن التجار هم الفجار, قالوا :يارسول الله أليس اقد أحل الله البيع؟ قال: بلى ولكنهم يحلفون فيأثمون ويحدثون فيكذبون .رواه أحمد بإسناد جيد والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد

"ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامه ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم ...فذكر منهم... ورجل بايع رجلا بسلعه بعد العصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك .الحديث رواه أحمد من حديث أبي هريره وهو صحيح

"ثلاثه لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قلت: من هم يارسول الله ؟ قد خابوا وخسروا. فأعادها ثلاثا ,قلت: من هم يارسول الله خابوا وخسروا؟ .فأعادها ثلاثا, فقال: المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب أو الفاجر" رواه أبو داود بسد صحيح عن أبي ذر مرفوعا
وعن أحد الصحابه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلينا وكنا تجارا, وكان يقول: يامعشر التجار إياكم والكذب. قال الألباني رواه الطبراني بإسناد لا بأس به إن شاء الله

التحذير من كذب الامام على رعيته:


روى النسائي عن أبي هريره رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا يكلمهم الله عز وجل يوم القيامه الشيخ الزاني والعائل المزهو والإمام الكذاب

وعن معقل ابن يسار مرفوعا :"ما من عبد يسترعيه الله رعيه يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنه "وفي روايه "فلم يحطها بنصيحه لم يرح رائحه الجنه " رواه البخاري ومسلم

التحذير من الكذب في البيعه :


قال النبي صلى الله عليه وسلم :"أعيذك بالله يا كعب بن عجره من أمراء يكونون من بعدي فمن غشى أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد على الحوض ومن غشى أبوابهم أو لم يغشى فلم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد على الحوض" رواه الترمذي وقال حسن غريب
وفي حديث أبو هريره في الثلاثه الذين لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامه ولا يذكيهم ولهم عذاب أليم قال:" ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا إن أعطاه منها رضي وإن لم يعطه لم يرض"

التحذير من الكذب في المناكحة :


عن ميمون الكردي عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" أيما رجل تزوج إمرأة على ما قل من المهد أو كثر ليس في نفسه أن يؤدي إليها خدعها فمات ولم يؤد إليه حقها لقي الله يوم القيامه وهو زان" الحديث رواه الطبراني

التحذير من الكذب في رد الدين:


عن ميمون الكردي عن أبيه مرفوعا (وأيما رجل إستدان دينا لا يريد أن يؤدي إلى صاحبه حقه خدعه حتى أخذ ماله فمات ولم يؤد دينه لقي الله وهو سارق)رواه الطبراني وهو قطعه من الحديث السابق

التحذير من الكذب لإضحاك الناس:


عن ابن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا (ويل للذي يحدث الناس فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له ويل له ) رواه أبو داود بسد حسن
التحذير من الكذب الذي يفشو في الناس:

في الرؤيا التي رآها الرسول عليه الصلاه والسلام "مر على رجل يشد شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فهذا الرجل قال فيه جبريل: فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق"
ومن كمال الايمان ترك الكذب فى المزاح
عن ابى هريرة رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا يؤمن العبد الايمان كله حتى يترك الكذب فى المزاح والمراء وإن كان صادقا "

من حدث بكل ما سمع:


عن عمر مرفوعا أن الرسول صلى الله عليه سلم "حسب امرئ من الكذب أن يحدث بكل ما سمع"


فضل من كف لسانه عن أعراض الناس :


عن أبي جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من كف لسانه عن اعراض الناس أقال الله عثرته يوم القيامه ومن كف غضبه وقاه الله عذاب يوم القيامه"
وعن أبي هريره (من أقال مسلما أقال الله عثرته يوم القيامه )صحيح


الصدق فى المدح:

عن ابى هريره قال (امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نحثو فى وجوه المداحين التراب )

قال الغزالى: وقد ذكر شراح الحديث ان المداحيين المعنيين هنا هم الذين اتخذو مدح الناس عادته يستاكلون بها الممدوح فاما من مدح على الامر الحسن والفعل المحمود ترغيبا فى امثاله وتحريضا للناس على الاقتداء به فليس بمداح عن ابى بكره قال اثنى رجل على رجل عند رسول الله فقال له ويحك قطعت عنق صاحبك قالها ثلاثا ثم قال من كان مادحا اخاه لا محاله فليقل احسب فلانا ولا يذكى على الله احدا احسب فلانا كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه

إثم من خاصم بالباطل:


وعن أبي داود من حديث أبي سلمه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"إنما انا بشر مثلكم وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع فمن قضيت له من حق أخيه بشئ فلا يأخذ منه شيئا فإنما اقطع له قطعة من النار" صحيح


فضل صدق السان:


قال النبى صلى الله عليه وسلم:" خير الناس ذو القلب المخموم واللسان الصادق, قيل: ما القلب المخموم؟ ,قال: هو التقى النقى الذى لا اثم فيه ولا بغى ولا حسد, قيل: فمن على اثره؟ قال :الذى يشنأ الدنيا ويحب الاخرة ,قيل: فمن على اثرة ؟,قال :مؤمن فى خلق حسن" رواه البيهقى بسند صحيح عن عبد الله بن عمر
وفى زيادة "قلنا فهذه فينا "


الصدق مع النفس:


معرفة حقيقة النفس :"رحم الله امرءا عرف قدر نفسه "

لا تكلف نفسك ما لا تطيق
قال تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }البقرة286
و مجاهدة النفس سبيل فلاحها وخلاصها .

.......................................
قدوتنا
أعرابي
عن شداد: ان رجل من الاعراب جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه ثم قال: اهاجر معك
فاوصى به النبى بعض اصحابه
فلما كانت غزواته
غنم النبى فقسم وقسم له, فاعطى اصحابه ما قسم له وكان يرعى ظهرهم
فلما جاء دفعو اليه, فقال :ما هذا
فقالوا : قسم قسمه لك النبى صلى الله عليه وسلم
فاخذه فجاء به الى النبى فقال: ما هذا يارسول الله ,ما على هذا اتبعتك ,ولكن اتبعتك على ان ارمى ها هنا ـ واشا رالى حلقه ـ بسهم فاموت فادخل الجنه
فقال :إن تصدق الله يصدقك
فلبثوا قليلا ثم نهضوا الى قتال العدو
فاتى به النبى يُحمل قد اصابه سهم الى حيث اشار
قال النبى: اهو هو؟
قالوا: نعم
قال: صدق الله فصدقه الله
ثم كفنه النبى صلى الله عليه وسلم فى جبته التى عليه ثم قدمه فصلى عليه وكان من ما ظهر من صلاته
"اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا فى سبيلك فقتل شهيدا وانا شهيد على ذلك" رواه النسائى بسند صحيح
فانظر بالله عليه هذا رجل من الاعراب الغلاظ الجفاه يصدق مع الله ورسوله ويصدق مع الناس ويصدق مع نفسه يصدق فيه اعتقاده بقلبه ويصدق فيه عمله الذى عمله بناء على اعتقاده وياتى حاله ويصدق على كل ذلك فى شهادته فى سبيل الله
يقول ابن القيم
"ومن هنا يفارق الصادق اكثر السالكين,
بل يستوحش فى طريقه ,وذلك لقلة سالكها,
فان اكثرهم سائرون على طرق اذواقهم وتجريد انفسهم لنفوسهم ,
وهؤلاء في واد والصادق فى واد "

..............................

البوست القادم

عن كيفية الصدق

وميزان العمل بهذا الخلق

وميثاق الخلق الثاني

الصدق

.....................................................


ملحوظة هامه

لعلكم لاحظتم الصور التي جعلتها خلفية للرسومات التوضيحية

هذه الصور هي في قطاع غزة بعد القصف الوحشي الذي ارتكبه كلاب اليهود على القطاع

وأقسم بمالك الملك

لن ننتصر

أو نفلح

حتى نعمل

ونتعلم

ونصدق الله تعالى في أعمالنا

.....................................

ملحوظة هامة أخرى

نريد في هذه الحملة بضع مقالات أخرى

والتالي هي عناوين هذه المقالات أو البحوث

والكاتب المرشح لها

الصدق وأثره في التربيه: عصفور المدينة أو وطني أو ابن عمر

الصدق لدى المرأة عامة وفي الحجاب والأمومة خاصة :صمود ,عاشقة الفردوس,أنا مسلمة ,عاشقة النقاب

كلمة عن صدق الإنتماء :عصفور المدينتة .أحمد الجيزاوي

رجا ء ممن يجد نفسة مستطيعا لكتابة أي من تلك المقالات والبحوث مراسلتي

بحيث لا يتعدى حجم البحث أكثر من ثلاث صفحات بخط 14

ولكم جزيل الشكر


إنسان