أ. إبراهيم
لا تهن ولا تحزن
وأنتم الأعلون بإذن الله
هذا إبتلاء من الله وتمحيص
اثبت
ويعلم الله المؤمنين
ويعلم الله الظالمين
اثبت
لعل الله لا يستبدلنا
ويستخدمنا
حبس من قبلك يوسف
وحوصر محمد
وثبتوا
ولم يهنوا
ولم يحزنوا
وواصلوا قتال الظلم والقهر
لا تهن ولا تحزن
وحسبنا الله ونعم الوكيل
........................................
المقال الذي حبس بسببه أ. إبراهيم عيسى
الآلهة لا تمرض
الآلهة لا تمرض
الرئيس فى مصر اله والآلهة لا تمرض لهذا السبب يخفى الرئيس مبارك والمحيطون به والمنافقون له أمر مرضه، يتركون البلد نهشا للشائعات ونهبا للأقاويل ولا ينطقون بل يضللون الناس عن معرفة الحالة الصحية للرئيس. ومبدئيا فالريس نفسه ليس مريضا مرضا خطيرا لكنه مرض سنه فضلا على أن الرئيس حتى لو أصيب بالأنفلونزا يجب أن يعرف الشعب. والمشكلة أن الغرباء يعرفون البيت الأبيض لديه تفاصيل شبه يومية، تل أبيب تعرف وتتابع، دوائر غريبة كثيرة تعرف حقائق حول مرض الرئيس أو سفره للعلاج، بل أوروبا تستقبله للعلاج بأجهزة مخابراتها و دوائر منه، إذن السر فقط على المصريين، و لولا أن الرئيس ترنح مغشيا عليه أمام شاشات التليفزيون فى خطبة له منذ أعوام، ما كان لأحد أن يعرف حالة صحة الرئيس، و لولا أنه سافر للعلاج طويلا فى ألمانيا ما قال أحد عن مرضه شيئا، فالحاصل أن دولة مبارك تريد أن تقدم الرئيس باعتباره شخصا مقدسا لا يخطئ و لا يراجعه احد و لا ينافسه شخص، وهذه الصفات تعنى قطعا أنه لا يمكن أن يمرض، بل و لا يفكر أحد أنه يمكن أن يموت مثلما يموت البشر!!لكن الأمر يتجاوز فكرة مرض الرئيس إلى حاضر و مستقبل البلد، فالمؤكد أن عائلة الرئيس و السيدة سوزان مبارك تحديدا كما يعلم الكافة حدانا و فى الخارج، تضغط بقوة منذ فترة كى يتنحى الرئيس عن الحكم و ينقل الرئاسة على عينه و فى حياته إلى جمال مبارك، والرئيس هو الشخص الوحيد فى العائلة الذى يقاوم هذه الخطوة سواء لتمسكه بالبقاء فى السلطة دون الخروج عنها إلا بقرار قدرى، أو قلقا من استفزاز الشعب المصرى و جنرالات لهم أولوية كبرى لدى مبارك، بل ويخشى الرئيس على حياة نجله متى صمم على نقل السلطة إليه، لكن مع ظروف مرض الرئيس، و داخل بيت تحكمه عواطف الأبوة النبيلة ومشاعر الوفاء لزوجة هى رفيقة عمر و شريكة كفاح، قد يضعف قلب الأب، ويتغلب على عقل الرئيس، وهو ما يعنى أن مستقبل مصر مرهون فعلا بقرارات عاطفية يتخذها رئيس فى لحظة مرض، ثم إن مرض الرئيس يعنى غيابا مؤقتا عن الإمساك بكل الخيوط، الأمر الذى يوفر فرصة لجهات و أسماء من قصر الرئاسة أو من خارجه كى تمد يدها لتفعل ما تريد، بل لعل حملات القبض على الإخوان والاستنفار الأمنى الخشن ضد الصحف الخاصة، والتعجيل بانتخابات الحزب الوطني، و دفع أسماء موالية لجمال مبارك و أحمد عز ضد رجال صفوت الشريف و كمال الشاذلي، كلها خطوات يلعب بها النجل لصالح الضغط على أعصاب أطراف داخل الدولة كى ينقل وجوده فى الرئاسة إلى شأن مفروغ منه، بل لعل شائعات صحة و مرض الرئيس و هذا التدافع المتتالى لها سببه رغبة النجل فى فرض أمر واقع ليقع على رؤوس الجميع دون أن يتصور أحدهم أن بإمكانه أن يرفضه، فما بالك بأن يرده، يبقى أن الرئيس مبارك –حسب مصادر طبية – مريض فعلا بقصور فى الدورة الدموية مما يقلل نسبة و كمية وصول الدم إلى أوعية المخ الدموية فى لحظات تسفر عن إغماءات طبيعية تستغرق بين ثوان و دقائق، وهو ما يفسر (إن صح) الشائعة (إن صحت) التى تتحدث عن رؤية الرئيس و هو يترنح أو يهتز ذات مرة أثناء قيامه بزيارة لمؤسسة رسمية، و سأترك لك حرية الاتصال بطبيبك الخاص أو بطبيب قريبك أو جارك لتعرف بنفسك آثار قصور الدورة الدموية على رجل فى سن الرئيس، و ما ينتج عن ذلك من أمور، لكن المؤكد أن هذا المرض ليس من الأمراض العضال، و يمكن أن يحيا به المرء سنوات طويلة، لكن السؤال ألا يؤثر هذا على بلد و دولة !!ألا يستدعى هذا من الرئيس أن يرتاح. جمال مبارك رأيه كده، أن يرتاح الرئيس و يترك له الرئاسة .. أما دوائر أخرى فى البلد فهى متوترة جدا و تخشى الصمت، و لكنها تخاف التحرك، و أجهزة أخرى تريد من الجميع أن يخرس و يسكت و يلم نفسه، وهى تلم بعضنا بالسجن أو التهديد .. و أخشى ما أخشاه أن يتحول مرض الرئيس إلى فرصة كبيرة تمرض مصر أكثر مما هى فيه من مرض، يتقاعد عن الحركة و يصيبها كما نرى بقرح فراش تشوهها و تشيلها
...........................................
حسبنا الله ونعم الوكيل
يسقط الطاغية الفاسد
يسقط حسني مبارك
إنسان