داخل جدران من الأسمن الداكن...تعلو أحدهم فتحة...ذات عوارض حديدية...
-إلام؟!...
-ألم نتفق؟!...لقد كونا فريقا...
-حسنا...حسنا...
وهزموا غرماءهم... ومضوا قبل المغرب سعداء...
كل يوم ...كانوا يأخذوا منهم خمسة...
فتح باب حديدي بصرير...نودي خمسة...أولهم"أحمد"... تقلبت نظراته أليهم ...وإلى منادوه... وإلى الباب...خرج معهم... انفصل الخمسة...كل واحد منهم في حجرة...بها منضدة ...ورجل جالس...يعلوه سقف... منه تدلى حبل...جاوره مصباح...
* * *
توضأ...خرج من الميضة إلى صدر المسجد ...بعد الصلاة ...توجه نحو العمود الأيمن...جلس أمام رجل...ذو لحية كثيفة وطاقية بيضاء...
-السلام عليكم
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...كيف الحال يا"صالح"؟...
-الحمد لله يا شيخ"إبراهيم" ...كيف حالك أنت؟؟
-بخير والحمد لله...
-أأستطيع أن أجلس لنكمل ما بدأناه؟؟
-بالطبع...
-...وتحدثوا ...وطال بهم الحديث...واكتمل جزء ...في بناء...من سؤال ...سأله "صالح"...
فتح باب حديدي ذو صرير...تهالك "أحمد" على الأرض...بأنف ينزف...وجسد متورم...وعقل مشدوه متوقف...
اجتمع عليه رجال التطبيب...ظلوا يداووه وزملاءه الأربعة...حتى أفاقوا من ذهولهم...تقلبت صورهم بين أعين القوم...بين حانق...وغاضب ...وخائف...لفوه في غطاءه الخشن...وأناموه...
* * *
عاد صالح إلى بيته...قفز على سريره...خافق القلب سرورا وحماسة...طاف عقلة حول صورة الشيخ "إبراهيم" ...وما أملاه عليه...من إجابة جزء...في بناء ...من سؤال ...سأله "صالح"...لماذا الإسلام هو الحل؟؟...
نظر إلى يمينه...حيث ينام الشيخ "إبراهيم"...على وجهه ابتسامه...وتحت الأسهم... كتب اسمه..."أحمد صالح"...