أنت تستمتع براديو مدينة البط

أنت تستمتع براديو مدينة البط

الجمعة، نوفمبر 30

خطوط


خطوط
سها عن الدرس...أسند على ظهر يده ذقنه ذات الشعيرات حديثة الظهور...تمايل القلم في يده يمينا ويسارا... رسم خطا رأسيا ...بأعلاه سهم ...وآخر...بأعلاه سهم...وآخر وآخر...تكاثرت الخطوط...وتلاحمت الأسهم ...

فجأة؛شعر بألم شديد في أذنه...نظر لأعلى...شاهد وجه مدرسه الغاظب...أوقفه الألم...
-أجب على السؤال يا"صالح"...
-أي سؤال؟!...
-السؤال الذي سألته...
تاهت عيناه حائرة...بين السبورة...والتلاميذ...والأستاذ...
* * *
ثلاثون رجلا...عراة إلا مما يستر سوآتهم...اتفقوا أن يرأسهم "أحمد"... مارس مهامه...قسمهم...جماعة شابة للنظافة...وذوي الصوت الرخيم لقراءة القرآن... والمسنين يقسمون الخبز والماء... وجماعة من الرجال للتطبيب...
داخل جدران من الأسمن الداكن...تعلو أحدهم فتحة...ذات عوارض حديدية...
* * *
قبل العصر ...أيقظه صياح في الشارع...هب نحو النافذة...رأى كرة يتبادلها شاب والأرض... وآخرون ينظرن إليه...
-هلم يا "صالح"
-إلام؟!...
-ألم نتفق؟!...لقد كونا فريقا...
-حسنا...حسنا...
وهزموا غرماءهم... ومضوا قبل المغرب سعداء...
* * *
بدأ يومهم في المضي...هدهم القمل...يمتص دماءهم فتنهد أجسادهم...ويؤلمهم فتنهد أعصابهم...
كل يوم ...كانوا يأخذوا منهم خمسة...
فتح باب حديدي بصرير...نودي خمسة...أولهم"أحمد"... تقلبت نظراته أليهم ...وإلى منادوه... وإلى الباب...خرج معهم... انفصل الخمسة...كل واحد منهم في حجرة...بها منضدة ...ورجل جالس...يعلوه سقف... منه تدلى حبل...جاوره مصباح...

* * *
تناثرت قطرات الماء مزيلة الغبار من على وجهه ويديه...
توضأ...خرج من الميضة إلى صدر المسجد ...بعد الصلاة ...توجه نحو العمود الأيمن...جلس أمام رجل...ذو لحية كثيفة وطاقية بيضاء...
-السلام عليكم
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...كيف الحال يا"صالح"؟...
-الحمد لله يا شيخ"إبراهيم" ...كيف حالك أنت؟؟
-بخير والحمد لله...
-أأستطيع أن أجلس لنكمل ما بدأناه؟؟
-بالطبع...
-...وتحدثوا ...وطال بهم الحديث...واكتمل جزء ...في بناء...من سؤال ...سأله "صالح"...
* * *
فتح باب حديدي ذو صرير...تهالك "أحمد" على الأرض...بأنف ينزف...وجسد متورم...وعقل مشدوه متوقف...
اجتمع عليه رجال التطبيب...ظلوا يداووه وزملاءه الأربعة...حتى أفاقوا من ذهولهم...تقلبت صورهم بين أعين القوم...بين حانق...وغاضب ...وخائف...لفوه في غطاءه الخشن...وأناموه...
* * *
عاد صالح إلى بيته...قفز على سريره...خافق القلب سرورا وحماسة...طاف عقلة حول صورة الشيخ "إبراهيم" ...وما أملاه عليه...من إجابة جزء...في بناء ...من سؤال ...سأله "صالح"...لماذا الإسلام هو الحل؟؟...
* * *
بغروب الشمس ...انطفأ النور من فتحة ...ذات عوارض حديدية...تذاهبوا إلى مضاجعهم...وقبل النوم...التف كل واحد منهم في غطائه الخشن...خالعا ما كان يستر سوأته...وبدء في البحث عن القمل... ينتشلونه من ثيابهم... يسحقونه في الأرض سحقا...كأنه فعل صغير...فيه أمل كبير...على كل من يمتص الدماء...ورويدا رويدا...تسحب النوم على أجفانهم... حتى لم يبقى منهم من لم ينم...وبين أصوات أنفاسهم وأحلامهم...قام"أحمد" متساندا...أمسك بحجر من الطباشور الأبيض...وعلى الحائط الأسمنتي الداكن...رسم خطا رأسيا...بأعلاه سهم...وآخر... بأعلاه سهم...وآخر وآخر... تكاثرت الخطوط... وتلاحمت الأسهم...
نظر إلى يمينه...حيث ينام الشيخ "إبراهيم"...على وجهه ابتسامه...وتحت الأسهم... كتب اسمه..."أحمد صالح"...

إنسان

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

تدعو رابطة مدوني الفيوم جموع مدوني مصر والصحفيين والمنظمات الحقوقية للمشاركة في الوقفة التضامنية التي ستنظمها الرابطة ولجنة يالا نفضحهم
امن الدولة العليا بالتجمع الخامس. أمام مقر نيابة
وذلك يوم الاحد 9/12/ 2007 الساعة 11 صباحا
تضامنا مع المدون أحمد محسن ولاعلان التضامن أيضا مع كافة المعتقلين الشرفاء
للإستعلام
0120134420 عبد الرحمن فارس.
0107893296 أحمد عبد القوي

شوقى رجب يقول...

صالح اللى اخطا الشيخ ابراهيم ساله لازم يجاوب يعنى

بس على فكره عندى احساس اننا اتكلمنا مع بعض قبل كده على ماسنجر الهوتميل