أنت تستمتع براديو مدينة البط

أنت تستمتع براديو مدينة البط

السبت، سبتمبر 10

٩ سبتمبر .. نظرة تحليلية.


٩ سبتمبر .. نظرة تحليلية.

لن أدخل في سرد أحداث سيقوم به العديد من المواطنيين الشرفاء الذين تواجدوا اليوم .. وقامت به كل الفضائيات رغم اختلاف منظور كل منها للحدث .. 
فقط سأقوم بتحليل نقطة معينة في اليوم ..
وهي تحوله من تظاهره ضد المحاكمات العسكرية في ميدان التحرير .. لمصادمات بين المتظاهرين والجيش والأمن عند سفارة اسرائيل مساءً 
في رأيي أن ما حدث كان للأسباب الآتية :

١- الارتباط التاريخي عند المجتمع المصري بين قضية التحرر الديموقراطي وقضية التحرر الوطني .. بحيث أن قضية الديموقراطية في مصر لا تنفصل عن قضية تحقيق الاستقلال الوطني الكامل سياسيا واقتصاديا .. وتضافر الشقين معا بما لا يسمح منطقيا ولا واقعيا بترتيبهم في أولويات منفصلة.

٢- حالة الغضب الثوري من المجلس العسكري الناتجة عن تراكمات الانفصال وغياب الحوار مع القوى الحقيقية وليست الكيانات السياسية .. هذه التراكمات التي كان الأبرز منها هو المحاكمات العسكرية لمدنيين .. والصمت المطبق على أحداث الشهداء الخمسة برصاص اسرائيلي في سيناء .. وهي التراكمات التي لخصت أبرز عناوين القضيتين الوطنية "اسرائيل" والديموقراطية "المحاكمات العسكرية".

٣- الغياب الأمني المستفز في الشارع العادي .. وحضوره الاستنفاري في أحداث أخرى مثل مباراة كرة قدم .. أدى لحالة من الغضب جراء القمع الرهيب لشباب لم يتعد كونه " مشجع كروي متعصب" أمام تخاذل مخزي ضد تجار المخدرات واللصوص وقطاع الطرق.

٤- الاستفزاز العجيب من قبل المجلس العسكري للشارع المصري بأن يكون الرد على الشهداء المصريين الخمسة هو "جدار عازل" أمام سفارة اسرائيل .. مما ذكرهم بكل القمع الوحشي والحصار الغير إنساني للإخوة الفلسطينيين.

٥- الصورة القاتمة المكرره لغياب التمثيل الحكومي والسياسي لاحتياجات ورغبات الشعب الديموقراطية والوطنية .. فحيثما نجد الشارع المصري ملتهبا غاضبا من الأحداث الاسرائيلية .. نجد في المقابل صمتا مخزيا مستفزا من النظام المصري .. مما أعاد للأذهان بقوة تصرفات النظام السابق تجاه أي قضية تخص الوطن والمواطن .. ولا يجد الشارع المصري معبرا له عن غضبه سوى الحكومة التركية "طرد السفير الاسرائيلي" مما عمق الاحساس الشعبي بأن "مفيش حاجة اتغيرت".


٦- لو أضفنا للنقاط الخمس السابقة نقطة كسر حاجز الخوف .. وقدرة الشعب على انتزاع مطالبه وتحقيقها بيده وبالقوة الثورية أحياناً .. نجد أن من المنطقي جدا أن تذهب مظاهرة لهدم الجدار العازل .. ومنطقي أكثر ان يحدث ضرب من الطرفين الجيش والمتظاهرين .. ومنطقي أن يحاول اربعة متظاهرين بدلا من واحد الصعود على المبنى لاسقاط علم السفارة ..وربما موضوع اقتحام السفارة ذاتها هو فعل طائش لكنه وفي ظل كل النقاط التي أوردناها يكون فعلا منطقيا ومبررا بل وله حجته القوية .. ردا على اقتحام مماثل للأراضي المصرية وقتل 5 جنود مصريين على الحدود ..


الجريمة الحقيقية ليست في اقتحام السفارة "حتى وإن كان الحادث مدبر" .. الجريمة الحقيقة هي في الفجوة بين السلطة والشعب في مصر .. تلك الفجوة التي قامت من أجلها الثورة .. وزادت بعد الثورة !!!


الوطن تطهر من سفير اسرائيل الذي أبى المجلس العسكري أن يطرده .. وأبى هو أن يتحمل تعبير الشعب المصري عن غضبه الوطني فرحل.


الازدواجية الحقيقة ليست في مواقف الحركات السياسية .. وإنما هي في موقف أوباما الذي آلمه ماحدث لشقة في مبنى بينما لم يحرك جفنه قتل خمسة جنود مصريين برصاص اسرائيلي في أراض مصرية.

هي رسالة شديدة البلاغة من الشعب المصري العظيم للجميع
" لن نسمح بالالتفاف على الثورة" 

إنسان


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

زرتك في فنجان شاي ولم أتوقع أن تكون القهوة حاضرةٌ هنا بهذا الجمال والألق.. .رائحة السفر امتزجت بدقة اللقطات وعمق الكلمات المرافقة.. .أعترف أنك محترف في السفر وفي وصف السفر.. .أتمنى لك إقامة طيبة قبل سفرك الجديد..