عندما تكون الكلمة تنظيما مسلحا
الكلمة أقوى من الصخر, فكما أن الانسان يهزم الصخر ويخضعه له بمعول صغير, فإن الكلمة تواجه أعتى المدرعات وأظلم الطغاة, تواجههم ولا تنهزم.
الكلمة ليست قوية في ذاتها , إنما تستمد قوتها دوما مما تحمله من فكر, فالفكر بالنسبة للكلمة كالشعلة في المصباح, لاقيمة لها من دونه.
وكلما كان الفكر حرا , منطقيا مرتبا وصحيحا, كانت الكلمة أشد قوة وأعتى بأسا.
وربما هذا بالضبط ماجعل رسول الله يقول: أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر
فهذه الكلمة التي أضاءها قائلها بنور الحق هي عند سلطانن جائر أعظم أجرا من حمل سيوف ودروع وخيل وكر وفر في سبيل الحق. وصدق رسول الله.
* * *
أحمد مصطفى , طالب بالفرقة الثالثة لكلية الهندسة جامعة كفر الشيخ, يبلغ من العمر 20 عاما, شاب في مقتبل العمر , خرج لتوه من طور الطفولة إلى زهوة الشباب, شاب ربما يشبهك كثيرا, يحب القراءة ولعب الكرة, رفيع القوام نوعا متوسط الطول أسود الشعر وسيم بالطبع. لكنه مختلف تماما
لم يلبث أحمد أن يطلع على الواقع من حوله حتى أدرك تماما مدى ماوصلنا له من انحطاط وبؤس, فساد تغلغل حياتنا جميعا, وأبى حكام بلادنا إلا أن يستمر فينا, فيتفشى ويدلف لكل شئ, فساد بين الأب وابنه, بين الطبيب ومريضه , فساد اجتماعي, فساد بين البائع والمشتري, بين العامل ووصاحب المصنع, فساد اقتصادي, غلف ذلك كله نظام استفاد من هامش ربح هذا الفساد فأبى إلا أن يحصن نفسه بفساد سياسي يقمع كل من حاول الخروج عن منظومة فساده.
رأى أحمد كل ذلك وفهمه, وبنقاء طفولته, تعاطف مع كل مظلوم, وناصر كل طالب للحق, أعان الضعيف واحارب القوى, واستخدم في كل ذلك السلاح الرهيب, الكلمة.
* * *
رأى أحمد مدرسه السابق في المدرسة ذات يوم. وجده حزينا مكسور الخاطر مهموما , فزعج لأجله وسأله عما به, فحكى له المدرس الأب كيف أن ابنه دخل كلية الحربية , وفي يوم ما استدعت الكلية الأب , لتجبره على التوقيع على وثيقة تنص على موافقه على فصل ابنه من الكلية, وعندما بحث الأب عن السبب علم أن ذلك لكي يفرغوا مكانا لشاب له وساطة شديدة القوة. هكذا حكى الأب, وهكذا تعاطف معه أحمد , وفورا ذهب لجهازة الخاص, ونشر تلك الحكاية ناقلا اياها من فم الأب على مدونته الخاصة, التي لا تستطيع حمل أي سلاح , سوى الكلمة.
* * *
25/2/2010
اعتقلت قوات غفيره مجهولة الهوية الطلب أحمد مصطفى من مدينه كفر الشيخ, وقدم هذا الطالب للمحاكمة العسكرية أمام هيئة قضائية عسكرية مكونة من عدة رتب بالجيش, ولم يسمح للدفاع بالاطلاع على اوراق القضية., ووجهت له تهة زعزعة ثقة الشعب في الجيش, والإساءة للقوات المسلحه المصرية, ولازالت قضيته تنظر حتى الآن.
* * *
27/2/2010
كان الدكتور مفيد شهاب في جينيف حاضرا المؤتمر الدولي لحقوق الإنسان مترأسا اللجنة المصرية المؤولة عن مراجعه ملف حقوق الانسان المصري وتقديمه للأمم المتحده, أحد أعضاء اللجنه وهو نائب رئيس مجلس الدولة والمنتدب كستشار لوزارة الدولة للشؤون القانونية والبرلمانيه تحدث أما العالم كله قائلا بأن المحاكم العسكرية تكفل جميع ضمانات المحاكمة المنصفة التي يكفلها لاقضاء العادي, وحالة الطوارئ التي تجيز محاكمة مدنيين أما القضاء العسكري ليس لها أثر في أوضاع حقوق الانسان لانها لا تطبق غلا على جرائم الارهاب والمخدرات. وتعهدت اللجنة أما المجتمع الدولي رسميا على انهاء حالة الطوارئ التي تحيل المدنيين لمحاكم عسكرية بأسرع وقت وعلى سرعه اعداد قاننون الارهاب.
لايقدم أما المحاكم العسكرية سوى الارهابيين وتجار المخدرات, هذا ماقاله سياده المستشار, وحتى ذلك سينتهي قريبا باقرار قانون الارهاب وانهاء حالة الطوارئ.
الطالب الجامعي المدني أحمد عبد الفتاح مصطفى البالغ من العمر 20 عاما بالطبع لم يتاجر في المخدرات وهو بالطبع ليس مجندا في الجيش ليحاكم عسكريا
إذا فهو بالمنطق إرهابي!!!
نعم
نحن نعيش في تلك الدولة التي يحاسب فيها كاتب الكلمة المضيئة بنور الحق مثلما يحاسب تنظيم حامل للسلاج الدموي قاتل للأبرياء بدون ذنب.
لا لمحاكمة المدنيين عسكريا
لا لقانون الطوارئ
إنسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق