أنت تستمتع براديو مدينة البط

أنت تستمتع براديو مدينة البط

الخميس، أغسطس 11

مليونية الحرم المكي !!!


اجتمعوا بالملايين, متسامحوا الوجوه, حائروا العيون, تتراوح مشاعرهم بين الخوف والأمل, تعالت أصواتهم, تقلصت حناجرهم, تنحبس صيحاتهم في حلوقهم, ثم تنفجر بها أفواههم فتخرج حارة, صادقة, مخترقة عنان السماء برجاء أهل الأرض, ترنو عيونهم نحو الأفق, وتهبط خاضعة, دامعة, طافواحول الكعبة, هاتفين باسمالله, ملبين وموحدين وحامدين, جفف حلوقهم عطش الصيام, وارتوت قولبهم برجاءالإيمان, تمتلئ وجوههم بسماحةالرضاونورالارتياح, غاشعةأبصارهم, مستكينةعقولهم, تائبين خاشعين.
* * *
مليونية الحرم المكي !!!

ملأوا أرجاء الميدان, زيهم واحد, لحاهم طويلة, سراويلهم قصيرة, , ممتلئة عقولهم بكل ماهو عنصري واختلافي, قتلوا سماحة الإيمان في وجوههم بنظراتهم الغاضبة, الكارهة, وقضوا على تسامحهم بآمالهم في السلطة والحكم, وباسم الدين تحطمت كل قيم الدين على صخرة التحدث باسمه, وباسم الدين تعالت أصوات الكره, أصوات العنصرية والتعميم, وباسم الدين تمزقت عباءة الوحدة لتتكشف عورات الاختلاف ومساوئ الفرقة.

فرق رهيب بين المتديين والذين يتحدثون باسم الاسلام, فرق ضخم بين من يذهب ليتعبد لله وبين من يحتكر الحديث باسم الله, فرق بين من يفرض على نفسه التوبة والعبادة وبين من يفرض على العباد رؤيته عن الدولة وعن اسلوب الحكم باسم أحكام الله.
الله لم ينزل لنا اسلوبا لللدولة, لم ينزل لنا طريقة أو نظاما إلهيا مقررا غير قابل للتغيير أو التطوير لكيفية الوصول للسلطة, ولا كيفية استخدامها, الله وضع لنا الأسس العامة والأطر الأخلاقية لأي نظام, الأسس المنهجية التي تحتم على أي نظام سياسي أن يكون عادلا ومساويا وغير عنصري ومتسامح.

الدولة هي عبارة عن منظومة تحكم العلاقة بين طبقات وعناصر المجتمع, يختلف شكلها طبقا لاختلاف التطور الاجتماعي للمجتمع, فدولة المجتمع المكون من قبائل, مختلفة هيكليا عن دولة المجتمع المكون من مؤسسات, مختلفة عن هيكل الدولة القائمة على تعاونيات.
بالطبع العدل يجب أن يكون حجر الأساس في أي نظام هيكلي للدولة, وهذا ما أمرنا الله به, لكنه كذلك ترك لنا كيفيه تطويره وتغييره وتغيير أحكامه طبقا لشكل الدولة الناتج عن اختلاف شكل المجتمع.

من يفرض على الناس اسلوبا في هيكلة الدولة بدعوى أن الله أمرنا بهذا يكون قد احتكر الفهم لآيات الله واحتكربالتالي الحديث والحكم باسم الله, أما من يدعو لاقامة دولة العدل والمساواة ثم يطور تكوينها طبقا لاحتياجات المجتمع فهو من يطيع حقا أوامر الله بالعدل, ويطيع حقا أوامر الله بأنه لا أحد يتحدث باسمه أو يحتكر فهم آياته.

مليونية الدين يجب أن تكون اتحادا من أجل العبادة لااستعراضا عدديا من أجل المصالح التنظيمية لتنظيمات تحتكر اسم الله, مليونية الدين لا تكون مليونية لتحقيق أهداف سياسية ولكنها تكون مليونية للتطهر, للتعبد, للرقي الأخلاقي والإنساني.
الله يحب من اقتربمنه وتاب إليه وسما بأخلاقه ليقترب من المنهج الإلهي في الحياة, ولكن الله لا يحب من يتحدث باسمه ليحقق مصالحه الخاصة فرضاوغصبا.

الله يحب من تسامح, لا من خالف, يحب من اتحد لا من تفرق وفرق, الله يحب من نظم صفوف العدل والحب لا من حشد جيوش المصلحة والكراهية.

أفيقوا, فالله ليس حكرا لأحد, واسم الله ليس مجالا للخصخصة والاحتكار.
د. أحمد الغيطي

هناك تعليق واحد:

رفقة عمر يقول...

هو لما الاسلاميين يعملوا مليونية يبقى بيعملوها لمصلحتهم يعنى انتى دخلت فى قلب اكتر من اربعة مليون شاركوا فى المليونية انهم اصحاب مصلحة طيب ممكن تقولى حضرتك ايه اللى طلبوا بيه كل طلبهم ان تظل مصر اسلامية وان يتم تحكيم شرع الله هل حضرتك عندك شك ان هناك تشريع افضل من شرع الله هم لم يطلبوا انهم يحكموا لكنهم طلبوا ان تظل مصر اسلامية ودة طلب كلنا نريده كفاية افتراء بقى واتقوا الله قال الله تعالى ان الحكم كله الا لله لو البرادعى او حمزة او غيره عاوز يحكم المصرين يبقى يراعى انهم غالبيته مسلمين وغالبيته متدينين وغالبيتهم ملتحين ومصلين يبقى
ومحجبات يبقى لازم احترام رغبه الناس
واللى يحكم مصر يجب ان يكون فى باله ان الشعب يريد الله ورسولة وكفى افتراء على المشايخ لولا حب الناس لدينهم ما كان هناك شيوخ